يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد التي ألفها شربل بعيني وغناها أطفال معهد سيدة لبنان هاريس بارك ـ سيدني في مناسبات مختلفة

مقدّمة بقلم د. علي بزّي

   قبل أن تقرأوا هذه الأغنيات التاريخية الجميلة، عليكم أن تعرفوا أن آلاف الأطفال في معهد سيدة لبنان ـ هاريس بارك ـ سيدني ـ أستراليا قد غنّوها في احتفالات مدرسية مختلفة. وقد لا أذيع سراً اذا قلت أن الكثير من هذه الأغنيات قد ضاع لسبب مؤسف لا داعي لذكره.

   كما عليكم أن تعرفوا أن هؤلاء الأطفال ولدوا في بلاد كل ما فيها ينطق بالانكليزية، فجاء شربل بعيني ليزرع على شفاههم لغتهم الأم بطريقة مبتكرة، إذ أن لا شيء مثل المسرح والأغنيات يعيد إليهم ما فقدوه من نطق بهذه اللغة.

   قد يقول البعض ان لا قيمة ادبية لهذه الاغنيات، والحقيقة ان قيمتها الادبية لا حدود لها، إذ انها تكمن في قيمتها التربوية والمعنوية والانسانية والتاريخية، خاصة وانها تؤرخ لاكثر من ربع قرن من حياة المعهد، وتسلط الاضواء على شخصيات مهمة استقبلهم الاطفال، كما تبيّن مدى اخلاص ومحبة ووفاء هذا المعلم الكبير لراهبات العائلة المقدسة، ولمعهدهن الذي وهبه عصارة نبوغه الفكري، وأهداه اجمل سني حياته.

   لقد مرّ شربل بعيني في معهد سيدة لبنان كمارد قطف ثمار شجرة المعرفة وأطعمها للصغار والكبار في آن واحد. فتارة يقدّم لهم ثمرة الشعر والغناء، وتارة أخرى ثمرة الكتب المدرسية والتعليم الحديث الراقي، وطوراً ثمرة المسرح الطفولي الذي أبدع به بشهادة كل من شهد للحق.

   وعندما استقال شربل من مهنة التعليم في المعهد، حدث لغط شديد في أوساط الجالية، مفاده أن من كرّم جميع الراهبات وأهداهن أجمل الأغنيات لم ينل نصيبه من التكريم، فإذا به ينشر على غلاف الطبعة الثانية صورة تكريمه من قبل الرئيسة أيرين بو غصن، مع صور أخرى، ليدافع عن أعز الناس على قلبه: راهبات العائلة المقدسة.

   لقد التقيت بكثير من المعلمين الذين مروا على صفحة الحياة دون أن يذكرهم أحد، ولكن شربل بعيني مرّ فخَلَّد وخُلِّد، وخير دليل على ذلك ما سوف تستمتع به أعينكم من قصائد.

   سؤال لا بد من طرحه: هل سيمر في معهد سيدة لبنان شربل بعيني آخر؟ أتمنى ذلك.

**